کد مطلب:263323 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:324

روایته عن آبائه
عقیدتنا فی علم الأئمة علیهم السلام أنه لدنی كالأنبیاء علیهم السلام، یهب الله لهم العلم و المعرفة و جمیع صفات الكمال، و الواقع یؤید ما نذهب الیه، فلو تأملت الفصل التاسع من هذا الكتاب - الامام محمد الجواد علیه السلام - و وقفت علی مناظراته مع قاضی القضاة یحیی بن أكثم وانخذال یحیی أمام الامام علیه السلام و هو لا یزال فی مقتبل عمره، أیقنت بأن علمهم علیهم السلام فطری، و لیس باكتسابی، فهم صلوات الله علیهم لا یعرفون معلماً و لا كتاباً.

نعم، لا نمانع أن یأخذ بعضهم عن بعض، و یروی كل منهم عن آبائه علیهم السلام، و من تصفح كتب الحدیث و جد كثرة روایات الأئمة علیهم السلام بالسند الی آبائهم صلوات الله علیهم أجمعین، و أیضاً كانوا یكثرون الروایة عن جدهم الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم، فهو بحرهم الذی منه یغترفون، و المنهل العذب الذی منه یوردون.

و الامام الحسن العسكری علیه السلام قد روی فی تفسیره و فی غیره عن آبائه علیهم السلام. و فی هذه الصفحات مختارات من روایاته صلوات الله علیه:

1 - قوله تعالی )هو الذی خلق لكم ما فی الأرض جمیعاً ثم استوی الی السمآء فسوئهن سبع سموت و هو بكل شی ء علیم(.

قال الامام علیه السلام: قال أمیرالمؤمنین علیه السلام )خلق لكم ما فی الأرض جمیعاً( خلق لكم لتعتبروا به و تتوصلوا به الی رضوانه، و تتوقوا من عذاب نیرانه )ثم استوی الی السمآء( أخذ فی خلقها و اتقانها )فسوئهن سبع سموت و هو بكل شی ء علیم( و لعلمه بكل شی ء علم المصالح، فخلق لكم ما فی الأرض لمصالحكم یا بنی آدم [1] .



[ صفحه 280]



2 - قوله تعالی: )أم تریدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسی من قبل و من یتبدل الكفر بالایمن فقد ضل سوآء السبیل(.

قال الامام علیه السلام: قال علی بن محمد بن علی بن موسی: )أم تریدون( یا كفار قریش و الیهود )أن تسئلوا رسولكم( ما تقترحونه من الآیات، التی لا تعلمون هل فیه صلاحكم أو فسادكم )كما سئل موسی من قبل( و اقترح علیه لما قیل له: )لن نؤمن لك حتی نری الله جهرة فأخذتكم الصعقة(. )و من یتبدل الكفر بالایمن( بعد جواب الرسول له: ان ما سأله لا یصلح اقتراحه علی الله، أو بعد ما یظهر الله له ما اقترح ان كان صواباً )و من یتبدل الكفر بالایمن( بأن لا یؤمن عند مشاهدة ما یقترح من الآیات، أو لا یؤمن اذا عرف أنه لیس له أن یقترح، و أنه یجب أن یكتفی بما أقامه الله من الدلالات، و أوضحه من البینات، فیتبدل الكفر بالایمان، بأن یعاند و لا یلتزم الحجة القائمة علیه )فقد ضل سوآء السبیل( أخطأ قصد الطریق المؤدیة الی الجنان، و أخذ فی الطریق المؤدیة الی النیران... الخ [2] .

3 - قوله تعالی )یأیها الذین ءامنوا كتب علیكم القصاص فی القتلی الحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثی بالأنثی فمن عفی له من أخیه شی ء فاتباع بالمعروف و أدآء الیه باحسن ذلك تخفیف من ربكم و رحمة فمن اعتدی بعد ذلك فله عذاب ألیم و لكم فی القصاص حیوة یأولی الألبب لعلكم تتقون(.

قال الامام العسكری علیه السلام: قال علی بن الحسین علیه السلام: )یأیها الذین ءامنوا كتب علیكم القصاص فی القتلی( یعنی المساواة، و أن یسلك بالقتال فی طریق المقتول الذی سلكه به لما قتله )الحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثی بالأنثی( تقتل المرأة بالمرأة اذا قتلتها )فمن عفی له( القاتل، و رضی هو و ولی المقتول أن یدفع الدیة و عفی عنه بها )فاتباع( من الولی مطالبته و یقاص )بالمعروف و أدآء( من المعفو له القاتل )باحسن( لا یضاده و لا یماطله لقضائها )ذلك تخفیف من ربكم و رحمة( اذا جاز أن یعفو ولی المقتول عن القاتل علی دیة یأخذها، فانه لو لم یكن له الا القتل أو العفو لقلما طابت



[ صفحه 281]



نفس ولی المقتول بالعفو بلا عوض یأخذه، فكان قلما یسلم القاتل من القتل )فمن اعتدی( العفو عن القتل بما یأخذه من الدیة، فقتل القاتل بعد عفوه عنه بالدیة التی بذلها و رضی هو بها )فله عذاب الیم( فی الآخرة عند الله عزوجل، و فی الدنیا القتل بالقصاص لقتله من لا یحل له قتله.

قال الله عزوجل )و لكم( یا أمة محمد )فی القصاص حیوة( لأن من هم بالقتل فعرف أنه یقتص منه فكف لذلك عن القتل، كان حیاة للذی كان هم بقتله، و حیاة لهذا الجانی الذی أراد أن یقتل، و حیاة لغیرهما من الناس اذا علموا أن القصاص واجب لا یجرؤن علی القتل مخافة القصاص )یأولی الألبب( أولی العقول [3] .

4 - قال سبط ابن الجوزی فی تذكرته: ذكر جدی أبوالفرج فی كتابه المسمی ب )تحریم الخمر( نقلته من خطه، و سمعته یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبا عبدالله الحسین بن علی یقول: أشهد بالله لقد سمعت عبدالله بن عطاء الهروی یقول: أشهد بالله لقد سمعت عبدالرحمن بن أبی عبید البیهقی یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبا عبدالله الحسین بن محمد الدینوری یقول: أشهد بالله لقد سمعت محمد بن علی بن الحسین العلوی یقول: أشهد بالله لقد سمعت أحمد بن عبدالله السبیعی یقول: أشهد بالله لقد سمعت الحسن بن علی العسكری یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی علی بن محمد یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی محمد بن علی بن موسی الرضا یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی علی بن موسی یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی موسی یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی جعفر بن محمد یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی محمد بن علی یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی علی بن الحسین یقول: أشهد بالله لقد سمعت أبی الحسین بن علی یقول: اشهد بالله لقد سمعت أبی علی بن أبی طالب علیه السلام یقول: أشهد بالله لقد سمعت محمداً رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یقول: أشهد بالله لقد سمعت جبرئیل یقول: أشهد بالله لقد سمعت میكائیل یقول: أشهد بالله لقد سمعت اسرافیل یقول: أشهد بالله علی اللوح المحفوظ أنه قال: سمعت الله یقول: »شارب الخمر كعابد الوثن«.



[ صفحه 282]



قال: و لما روی جدی هذا الحدیث فی كتاب )تحریم الخمر( قال: قال أبونعیم الفضل بن دكین: هذا حدیث صحیح ثابت روته العترة الطیبة الطاهرة، و رواه جماعة عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، منهم: ابن عباس، و أبوهریرة، و أنس، و عبدالله بن أبی أوفی الأسلمی فی آخرین [4] .



[ صفحه 283]




[1] تفسير الامام العسكري عليه السلام.

[2] المصدر نفسه.

[3] المصدر نفسه.

[4] تذكرة الخواص 204.